في مرحلة ما ولسبب أو لآخر يخيم السأم والملل ــ أحيانا ــ على (المؤسسة) الزوجية فيعمد أحد قطبيها أو كلاهما إلى تبديد هذا السأم من خلال الاحتكاك بالآخرين اجتماعيا أو ثقافيا أو إنسانيا،، ومنهم من يجري هذا الاحتكاك لتبديد هذا السأم عاطفيا.
إن أي من القطبين إذا كان ينتمي إلى (مؤسسة) زوجية مفككة أو غير مترابطة سوف ينغمس في أية شريحة يحتك بها على حساب أسرته ولا سيما إذا كانت دواعي احتكاكه هذه عاطفية، أما إذا كانت هذه المؤسسة صحية في ترابطها وقيمها وآفاقها وأن ما يعانيه قطب منها أو القطبين معا هو مجرد مرور مرحلة رتيبة ما بعثت على السأم والملل فإن مثل هذا الاحتكاك قد يكون صحيا، حيث يحرك قيما تراكمت عليها عاديات الزمن فيوقظها ويبعث دفئها من جديد شريطة أن يبقى كل من القطبين ممسكا بقدسية الروابط وفضائلها وفضاءات عفافها.
المتسلية | ||
ليسَ في دُنيايَ مِن حلٍّ وسطْ
مَذهبي في العشق ِ بالحقِ ارتبطْ
إنَّ في الأحــوالِ نوعاً واحداً
يبلغُ الهاماتِ والباقي سُـــــقَطْ
فالبيانُ العـذبُ يأتي سِــحْرُهُ
من حــروفٍ زانَها همسُ النُقطْ
أيها المحظـوظُ إنيّ أشــتكي
من فُتاتِ البِشــرِ تُجـبَى كاللُّقــطْ
أم تُراها بعضُ أهــواءٍ جرتْ
عن رتيبِ العيـشِ بالسَّــأمِ اختلطْ
وشعورُ الصـدقِ منها يكْتَوي
مـن بــرودٍ وادِّعــاءاتِ العَــبَـــطْ
حَسْبُكَ الألحاظُ تغزو مُهجتي
في انــفـعــالاتٍ لـــودٍّ أو سَـــخَطْ
كيف تغزوني عيونٌ، بَوحُها
يُوقِـظُ الأوهامَ في عشــقٍ غلــطْ؟
31/10/1996
|