نداءات صامتة | ||
نَسَجَت عــتـابــاً من طهـارة قلبـهـا
واســـتجـمـعـت أشــــتاتَ عــزمٍ نادمــــه
وَمَضَــت إلى حيـثُ الجــريحِ كـــأنّهـا
تُــــدمى بنـصــــلٍ نـــالَ مـنــهــا هـائـِـمَـــه
قـالـت بصمــــتٍ والعـتـابُ غِــطاؤهـا:
شوكُ الـ الأنا، إنـي لـ أدركُ، مـؤلِمَه
لكــنّ شــــوكي إن تَطـــاولَ نصـلـُــهُ
يـُــدمي فـــؤادي في الليــالي المُـعـــتـمه
ما كــنــتُ أقصــدُ أن أجـرِّحَ خافــقا ً
مـــــلأ الحـــياة َ بعــــالمي مـــن عَــالـَـمَـه
إن كنتُ أرمي من زهــوري شـوكَهَا
فهـــو التمـــردُ في الشِـــغَافِ المُفـعَـمَـه
فالقلـبُ يَخفـقُ باســم صوتِكَ مثلما
تنـداحُ في جَسـدي المُعَطـّشِ ملحَـمَه
وملاحمُ الإحساسِ تـَـرعُشُ في دمـي
إن طافَ طيــفُكَ في الليالي الظالـمـه
وتَســــومــنـي كلــمــاتُ حُــبــكَ كلّـما
هـُــزمــــت آياتُ عـُـمـــري الـــقــادمــه
صَرخَت بصمتٍ كم تـَجلجَــل صمـتُهَا
وتـَـبـَــدّت الـعـيـنـانُ سُــبُـلاً حـــالــمـه:
إنــــي (أريــدُكَ) طــيَّ صَـمـتـي آيــةً
تـُـتــلَى بــقــلــبــي كَــي أُحِـــلُّ مَحَارِمَـه
وألـوذُ مِنـكَ، إلـيـكَ، يقـتـُلُـني الظمــا
علــيِّ بصـوتـِـكَ أروي نفسـاً مُـفـحَمَه
وتــرنـّحــت فــيها الــجَـوارحُ تـبـتـغي
صَــدراً يُطــوِّقُ صَــدرَهَا عــن لائــِمَـه
قالـــت بعـــينٍ كـــم تـجــرَّد قــولـُـها:
الحــبُّ صَـــومَـعَـتـي وصَـمتي عَـالـَمَه
فإذا سألتَ اليومَ عن صَمتي الذي
يَحكي المشـاعرَ كيفَ تبـدو مُضرَمَه
اقرأ بصــمـتي كــم أكَابــــدُ مــن دمٍ
يُـكــوَى بـنـارٍ فـي شِــــغـافٍ مُـلـهــمــه
اعـلـم ــ فـديـتـُكَ ــ إنـنــي أخشــى بـِر
بـِّـي في غـَدي من نــارِ يوم ِالحاطِمَه
وإذا المشَــــاعــرُ أوغَـلت في حَسِّــهَا
الله يـعــفــــو فــي ديــــارِ الـمــَرحَــــمـَـه
يا إبـــن تشـرينَ الـــذي فـي خافـقي
إنـّي ابــنــَةُ ُالأحــزانِ، أزهـِــرُ حَالـِمَـه
كيف التــلاقـي فـي فصــولِ حـياتــِنَا؟
إن كنتَ تـَســبقُ في خُطـاكَ العَارمَه
أخرُج بـِربــّكَ من حَشَـايا أضــلُـعي
دعني بجــرحٍ ليـسَ يَكســـرُ قـَــائــِمَـه
فنــمــاءُ ودّكَ ضــــاربٌ فـي نـاحـِلي
تــبــدو بــروجــاً فـي دمــائـي عائـِـمَــه
فــغــداً تــُغـــرّدُ فـي الســماء ِبلابـــلي
وأُقـَـابــِــلُ النيـــسانَ دربـــــاً دائــِــمـَه
وأنــالُ مــن دنـيـا الــهنــاء ِوسَـــادتي
ويــفــوزُ صَـبــري بالحــيـاة ِالُمُـنـعَـمَـه
قـــَرأ المَضــيفُ بصَــمتها هـذا الــذي
قـــد كانَ يــُـبــعـَثُ من ثـنـايـا عاتـِـمَـه
فـتـصـــدّعــت أرضُ المشـــاعرِ دونـَــهُ
تــُبـنـى وتـُـهــدم فــــوق روحٍ هـَـائـِـمَـه
نــادى بأعـلـى الحـسّ يـــَدفعُ غِــيــِّهَا:
ما كــنـتُ أنــظــرُ أن تــكــوني ناقـِـمـَه
كلُّ الــذي أرجــــوه بـــعـضُ بـلاســـــمٍ
والكــيُّ ــ مـا تــأتـين ــ طُــــبُّ الظالـمه
إن كان يَشــفي فـهـو يـَـتــرُكُ نـــُدبــَة
والـروحُ تـَشــقى من نــُدوبٍ باصـمـه
يا بـنـتَ قهــرٍ هـــل بـخـيــرٍ أرتــجـي
عــن كل ضَـــيــمٍ كـنــتِ فــيـه المـُلهـمَـه
ما كنتُ أشـكو أو ألومكِ مــن ضـنىً
إن كنـتُ قـد لامســتُ قَــلـبَـكِ مُـرغَـمَه
فــأنــا أغـــــرّدُ مــثـــلَ طـــيـــرٍ فــاتــَـه
غُصـــنُ الــربــيــــعِ دونَ روحٍ حَــالــمَــَه
ما كنتُ أطلـبُ من وصِـالَكِ مَذهَبَــاً
وهــوَ الــدواءُ لــذاتِ قـلـبي الُـمُـفـحَــمَـه
ولأن شَـــــكَوتـُـكِ نــــارَ قــــلــبـي مــرةً
سَــــعياً لــرُوحَـكِ فـي مـرامــي التـــَوأمَـه
وثَبت نِصَـالــُك ِفي مــَـواجِـعِ ِخـَافــــقي
تـَفـري وتــَذبــَحُ ثــم أضـحَــت نــَادمــَه
مـــذ ذاك يا غـــيـــــداء أدرك أنـــنـــي
نــهـــب لعشــــق دِيــنُــه مــن مَــظـلَـمَـه
19 نيسان 1998
|